احذروا التقليد: موجة التناسخ الاجتماعي

أعتقد أننا وصلنا إلى مرحلة خاطئة في الترويج عبر الشبكات الاجتماعية

أصبح جميع الناس يتابعون نفس الحسابات التي تعلن عن الأحداث المقامة في المنطقة أيا كان نوعها، وعلى منظمي أي حدث الحذر من (انكباب اللي يسوى واللي ما يسوى). بدلا من أن يُدعى إلى الحدث من يهتم به أصبح الجميع مهتما بكل حدث ومعرض ولقاء… أصبح مجرد الانضمام إلى زحام الناس مواكبة للموجة.

أصبح جميع الناس (يحبون) أكل الشاورما من هذا المطعم تحديدا لأن فلانا مدحها وقضم منها قضمتين في سنابة أو اثنتين. لا أقول يزورون المطعم، بل يحبونه، لأن حبه فرض على كل من يريد ركوب الموجة.
حتى مقطع الفيديو الذي كنا نشاهده بصيغة 3GPP انتشر فجأة في يوم واحد بين مجموعات الواتساب وضحك عليه الجميع، وبعدها بيوم واحد فقط عاد قديما مرة أخرى!

والسفر، صرنا إن سافرنا تبعنا بعضنا كالطيور المهاجرة. فيصبح هذا البلد جميلا اليوم وقديما في الغد، ويصبح البلد الآخر رخيصا، وهكذا..

لا يشرب القهوة، يرى في سناب فلان تصبيحة خلال قمع لترشيح القهوة فيصبح في اليوم التالي (مدمنا) للقهوة المختصة.

الانتقائية والذائقة والاهتمامات والهوايات الشخصية الفردية كلها بدأت تتلاشى لصالح الموجة، حتى موجة اللوتس جعلته يتنكر لأولكر وأبو ولد مع أنهما من نفس الجيل، اللوتس وحده حظي بالترحيب من الجيل الجديد لسبب أو لآخر.

حاول أن تتذوق مطعما لم تسمع عنه من قبل وأعمِل ذائقتك، قيمه من جوانب عديدة بدلا أن تقرر أنه لذيذ و(مافي زيه). سافر إلى بلد لم تسمع عنه وتأمل أهله وجغرافيته وتاريخه، تعلم مهارة جديدة وقيّم أداءك لها. حاول أن تصنع خياراتك بنفسك، أو على الأقل واكب من موجات المحيط ما يتناغم مع موجتك.. ولا تكن كالمذياع يهذي بأفكار يختارها له غيره. كن أنت الموجة الحاملة.

أتمنى أن تكون الموجة القادمة: كن أنت تزدد جمالا

2 thoughts on “احذروا التقليد: موجة التناسخ الاجتماعي

اترك رداً